"قنبلة رقمية موقوتة".. مخاوف من تصاعد الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

"قنبلة رقمية موقوتة".. مخاوف من تصاعد الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية

حذّر تقرير لموقع «أكسيوس» الأمريكي من أنّ التقدّم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي يضع العالم أمام خطر داهم، يتمثل في ظهور جيل جديد من الهجمات السيبرانية المؤتمتة بالكامل، والتي يمكن أن تنفّذها برامج ذكية وسريعة وتتمتع بقدرات تحليل وتخطيط ذاتية، ما يجعل التصدي لها أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

أوضحت الصحفية سام سابين، معدّة التقرير، اليوم الأحد، أن هذه الهجمات قد تُحدث دمارًا واسعًا في البنى التحتية الحيوية مثل المصانع والمستشفيات وشبكات الكهرباء، قبل أن تتمكن الجهات المعنية من رصدها. 

وكشفت أن نماذج لغوية مثل “ChatGPT” و“Claude” باتت تُستغل بالفعل من قبل مجموعات قرصنة، بعضها مدعوم من حكومات، لكتابة الشيفرات البرمجية وتخطيط الهجمات الإلكترونية وتنفيذها بدقة متناهية.

تهديدات مدعومة من دول

أكدت ساندرا جويس، مديرة مجموعة استخبارات التهديدات في شركة غوغل، أن فريقها رصد محاولات من قراصنة لاستخدام أدوات ذكاء اصطناعي “شرعية” لأغراض تخريبية. 

وأشارت إلى أن قراصنة مدعومين من روسيا جرّبوا بالفعل برامج هجومية تعتمد على الذكاء الاصطناعي ضد أهداف في أوكرانيا.

وفي السياق، صرّح فيل فينابلز الشريك في شركة Ballistic Ventures والمسؤول الأمني السابق في Google Cloud، بأن “قراصنة الدول سيطوّرون أدوات لأتمتة كل شيء من اكتشاف الثغرات إلى تنفيذ الهجمات المخصصة”.

وتسائل فينابلز، عن توقيت حدوث ذلك بقوله: “هل سيكون خلال ثلاثة أشهر؟ ستة؟ أم اثني عشر شهرًا؟”.

هجمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي

أشار التقرير إلى أن تجارب «مايكروسوفت» أثبتت مدى فاعلية هذه التقنيات، إذ بلغت نسبة النقر على رسائل التصيّد الاحتيالي التي صاغتها أدوات ذكاء اصطناعي نحو 54%، مقارنة بـ 12% فقط للرسائل التقليدية. 

وكشف تقرير «صوت الأمن السيبراني 2025» لشركة Deep Instinct أن نصف العاملين في قطاعات البنية التحتية الحيوية تعرّضوا بالفعل لهجمات سيبرانية مدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي.

ونقل «أكسيوس» عن مصادر أمنية غربية أنّ القراصنة من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية يستعينون بالذكاء الاصطناعي لتطوير أدوات تجسس وهجمات تخريبية متقدمة. 

وبيّنت جويس أن القراصنة الصينيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي استخدام "المساعد الرقمي" لتصميم عمليات تأثير وتضليل، في حين يطوّر الروس أنظمة هجومية ذكية تستهدف البنية التحتية الأوكرانية.

خطر المحتوى المزيف

نبّه التقرير أيضًا إلى خطر التطبيقات الحديثة مثل “Sora” من OpenAI التي باتت تتيح إنتاج مقاطع فيديو مزيفة عالية الدقة تُستخدم في الاحتيال، مثل إعلانات استثمار وهمية يظهر فيها مشاهير، أو مقاطع مُلفّقة لأطفال في أوضاع خطيرة، ما يجعل التمييز بين الحقيقة والخداع أكثر تعقيدًا.

ورغم هذه التهديدات، أكدت وندي ويتمور، رئيسة استخبارات الأمن في شركة Palo Alto Networks، أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد يصبح سلاح الدفاع الأهم ضد هذه الهجمات، لافتة إلى أن إحدى شركات النقل الصناعي تمكّنت من تقليص زمن الاستجابة لهجوم إلكتروني من ثلاثة أسابيع إلى 19 دقيقة فقط بفضل الأتمتة الذكية. 

وأوضحت أن «الذكاء الاصطناعي أتاح لنا طبقات دفاع جديدة»، مضيفةً بثقة: «أستطيع أن أكون متفائلة بشأن مستقبله الدفاعي».

مستقبل الأمن السيبراني

بيّن استطلاع Deep Instinct أن أكثر من 80% من الشركات الكبرى حول العالم بدأت تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز دفاعاتها. 

ورأت جين إيسترلي، المديرة السابقة لوكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأمريكية (CISA)، أن المستقبل سيشهد أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة قادرة على اكتشاف الثغرات قبل استغلالها، والتصدي للهجمات في أجزاء من الثانية، بل والتعلّم الذاتي من التجارب السابقة لتحسين الأداء المستقبلي.

واختتمت إيسترلي: «إذا نجحنا في ذلك، يمكننا ترجيح كفة الميزان لصالح المدافعين».



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية